فى عام 1956 صدر قرار إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون الآداب ، كهيئة مستقلة ملحقة بمجلس الوزراء ، تسعى إلى تنسيق الجهود الحكومية والأهلية فى ميادين الفنون والآداب ، وكان المجلس بهذه الصورة هو الأول من نوعه على المستوى العربى الأمر الذى دفع العديد من الأقطار العربية إلى ان تحذو حذو مصر وتشكل مجالس مشابهة .
وبعد عامين أصبح المجلس مختصا كذلك برعاية العلوم الاجتماعية .. وطوال ما يقرب من ربع قرن ظل المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية يمارس دوره فى الحياة الثقافية والفكرية فى مصر .
وفى عام 1980 تحول المجلس إلى مسماه الجديد : المجلس الأعلى للثقافة بعد صدور القانون رقم 150 لسنة 1980 ، ولم يكن الأمر مجدر تغيير فى المسميات بل تطور فى الدور والأهداف ، فقد أصبح المجلس الأعلى للثقافة العقل المخطط للسياسة الثقافية فى مصر .
رأس المجلس الأعلى للثقافة وزير الثقافة ، ويتولى إدارته وتوجيه سياسته والإشراف على تنفيذها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ، وإذا كان قانون إنشاء المجلس الأعلى للثقافة قد صدر فى عام 1980 إلا أن النشاط الكامل للمجلس بدأ فى عام 1982 بصدور لائحته الداخلية.
ويضم المجلس ثلاث شعب تتبعها خمس وعشرون لجنة تضم نخبة من المثقفين والمفكرين والمبدعين المصريين فى مختلف الأجيال والاتجاهات ، وتعكس هذه اللجان صورة صادقة للحياة الثقافية فى مصر ، كما أنها تقدم مثلا صادقا لتحقيق التعددية الفكرية والثقافية ولإتاحة الفرصة أمام مختلف التيارات للتعبير عن نفسها من ناحية وللمشاركة فى صياغته السياسية الثقافية فى مصر من ناحية أخرى .
وقد شهد المجلس الأعلى للثقافة تطورا نوعيا فى أنشطته خلال السنوات الأخيرة ، واحتل مكانا بارزا على ساحة العمل الثقافى ، وانطلق نشاطه خارج حدود المحلية مواكبا بذلك مكانة مصر المتعاظمة يوما بعد يوم فى الساحتين العربية والدولية ..
وقد لقى المجلس الأعلى للثقافة مثله مثل غيره من المؤسسات والأجهزة الثقافية دعما كاملا من الدولة مكنه من الانطلاق محققا إنجازات غير مسبوقة فى المجال الثقافى …
لقد جقق المجلس خلال السنوات الماضية مجموعة من الإنجازات المهمة ، وأضحى مركز إشعاع للثقافة والفكر على المستوى المصرى والعربى وقلعة من قلاع التنوير والاستنارة من خلال المؤتمرات والندوات التى ينظمها ويشارك فيها لفيف من المفكرين والمثقفين من مصر والوطن العربى ، تلك المؤتمرات والندوات التى أصبحت مناسبة للتفاعل الثقافى على المستوى والعربى وجالا للاحتكاك مع بعض من أبرز الباحثين فى المؤسسات الأكاديمية فى العلم شرقا وغربا ، لقد نظم المجلس الأعلى للثقافة مجموعة من المؤتمرات والندوات المحلية والعربية والدولية طرحت مختلف قضايا الفكر والثقافة والفن والأدب للمناقشة وجعلت من القاهرة عاصمة من عواصم الثقافة ليس فقط على المستوى العربى ولكن على المستوى العالمى …